فلسفة رُقعة الشطرنج
كثيرٌ ما تأسرُني رقعة الشطرنج وتأخذني لجلِّ مفرداتها ومعانيها الخفية والتي ما تفتأُ إلا بالتمركز حول حياتنا فنراها جليّةً في مواضيع جمة، حيثُ تصبح الأمور بحدّ ذاتها رُقعة شطرنج ويصبح البياض والسواد المحرّك الأساسي وتبدأ حياتنا على نحوٍ مشابهٍ لمعركة الشطرنج.الحياة وما تحمله بين طياتها من مواقف كالرقعةِ فيها بياضٌ وسوادٌ وفقَ ترتيبٍ معين، وقطعٌ تُمثّل تناغم دولةٍ متكاملةِ المحاور، حيث تتحرك كل قطعةٍ بخطىً محددة فلا يعبث أيٌّ منها بمكان الآخر ولا يُسمح لأي منها بالسير كما تحلو لها، ولديها وظائف معينة كلٌّ حسب منزلتها ومكانتها وأماكن تواجدها.
وتظهر فلسفة الشطرنج جلياً في تتابع اللونين الأسود والأبيض حيثُ تخوضُ المنافسة لتكسب أو تخسر وذلك يعتمد على عقلك المُفكّر، وتتميز بالإنصات التام محاولاً إشغال عقلك فتارةً تبحث عن الطرق الأقل خطراً لحماية ملكك والحفاظ على أقل الخسائر وتارةً تنشغل بماذا يفكر خصمك وماهية الخطوات التابعة، فهي تروضك على الصبر والسكون وتمنحك قدرة التركيز، فأي خطوةٍ غير مدروسةٍ بحذافيرها ستؤدي إلى حافة الهاوية وتقودك لتسليم ملكك وسقوط دولتك البسيطة الماثلةِ أمامك، فوجود القلعة والفيل والوزير والحصان والجنود يمثل تركيبةً حيةً تحاول العيش بتناسقٍ تامٍ وفق صلاحيتها ساعيةً لحماية الملك ومن هنا نبدأ بتفسير الحياة كرقعة شطرنج.