شباب غزة ينشئون نادي شطرنج للأطفال ويجذبون الملايين على إنستغرام
في ظل الظروف الراهنة في غزة التي مزقتها الحرب، نجح شابان في كسب قلوب الملايين على الإنترنت من خلال مقاطع فيديو ملهمة تعرض مبادرة شطرنج للأطفال النازحين.
"اليوم الأول من مشاركة روتيننا اليومي في الحرب."
هذه هي كلمات الشابين اللذين قاما بإنشاء برنامج "حرز وعمر شو"، وهو فلوغ يومي على إنستغرام جذب الملايين خلال الشهر الماضي، حيث توثق فيديوهاتهم الظروف البائسة لحياتهم اليومية في غزة، التي وصفها مسؤول في الأمم المتحدة بأنها "رقعة شطرنج بشرية" بسبب ضيق المساحة وعدم وجود أي مكان يمكن الذهاب إليه.
لقد تحول الشابان الصديقان الآن إلى نجوم على منصة إنستغرام حيث ارتفع عدد متابعيهم إلى أكثر من 800 ألف متابع، وذلك بفضل مقاطع الفيديو المنتظمة المليئة بالإيجابية والفكاهة، وبمساعدة اهتمام وسائل الإعلام من بريطانيا والهند وإيطاليا.
View this post on Instagram
قبل بضعة أشهر، أسس عمر رشيد (18 عامًا) ومحمد حرزالله (19 عامًا) ومصطفى صالح (17 عامًا) نادي الكروان للشطرنج، ليكون ملاذًا للأطفال الفلسطينيين النازحين، حيث يوفر النادي فرصة للهروب من الواقع القاسي واستعادة جزء من الحياة الطبيعية، مما يسمح للأطفال بالاستمتاع بالفرح وسط الفوضى.
تعرض مبادرتهم الشطرنجية مقاطع فيديو يومية، حيث يشاركون متابعيهم التحضيرات للبطولات والدروس والجوائز التي يقدمونها. وصف عمر ومحمد في إحدى الحلقات زيارتهما لنادي الشطرنج قائلين: "قابلنا الأطفال ورحبنا بهم، ثم قسمناهم إلى فريقين ليتنافسوا مع بعضهم البعض، كان يومًا رائعًا واستمتعنا كثيرًا مع الأطفال."
قابلنا الأطفال ورحبنا بهم، ثم قسمناهم إلى فريقين ليتنافسوا مع بعضهم البعض، كان يومًا رائعًا واستمتعنا كثيرًا مع الأطفال.
وفي حلقة أخرى شاركوا: "بدأنا اليوم بالذهاب إلى نادي الشطرنج، وشاهدنا الأطفال وقمنا بتجهيزهم للبطولة القادمة، وذهبنا إلى المقهى ولعبنا الشطرنج".
View this post on Instagram
تُظهر مشاهد من فيديوهاتهم الأطفال يلعبون بجانب المباني المدمرة، وسط التهديد المستمر بالغارات الإسرائيلية. حيث قالوا في أحد الفيديوهات الأخيرة: "وفي طريقنا رأينا طائرة مساعدات تحلق فوقنا، وشاهدنا معاناة أطفال غزة وهم يعبئون المياه."
ويمكن مشاهدة بعض الأنشطة على حساب النادي على الانستغرام.
View this post on Instagram
ولم يتمكن موقع Chess.com من التواصل مع الصديقين، لكن عمة عمر -نداء كروان- أوضحت أن ابن أخيها بدأ لعب الشطرنج في المدرسة الإعدادية، وطور مستواه بنفسه، حيث يقرأ كتب الشطرنج باستمرار وأصبح عاشقًا للعبة.
قالت عمته: "أخبرني عمر أنه كان يلعب الشطرنج في مقهى ويقوم بتعليم الأطفال في المنزل الذي نزح إليه مع أكثر من 45 شخص. اقترحت عليه إنشاء نادي للشطرنج وقلت له أنني أنا سأدعمه، لقد تحمس وتولى مسؤولية التنظيم والتدريب، وقام بدعوة أصدقائه لمساعدته في تعليم الأطفال."
أخبرني عمر أنه كان يلعب الشطرنج في مقهى ويقوم بتعليم الأطفال في المنزل الذي نزح إليه مع أكثر من 45 شخص. لقد تحمس وتولى مسؤولية التنظيم والتدريب، وقام بدعوة أصدقائه لمساعدته في تعليم الأطفال
—ما شاركته عمة عمر رشيد مع موقع Chess.com
بدأ النادي بأكثر من 20 طفلًا، بينما أصبح 16 منهم أعضاء دائمين. "كان النادي يُقام ثلاث مرات في الأسبوع، مع التركيز على الاحتفال وتعريف الأطفال بالفعاليات الثقافية الأخرى. على سبيل المثال، احتفل الأطفال بعيد الأم وتعرفوا على لاعبات شطرنج، وكذلك احتفلوا بعيد الفصح وعيد الفطر."
ويقع مقر النادي في دير البلح، حيث يقع في ملعب كرة قدم كان قد تحول إلى مخيم للاجئين للعائلات النازحة من مدينة غزة. وفي أحد التعليقات على موقع إنستغرام قالوا إن المنطقة أصبحت أكثر هدوءاً، "رغم أن الانفجارات لا تزال تحدث".
وتقول عمة عمر أيضًا إن الأصدقاء واجهوا العديد من التحديات، مثل العثور على ما يكفي من رقع الشطرنج وأدوات التدريب الأساسية، حيث تم تدمير العديد من المتاجر في غزة.
لم يذهب الأطفال في غزة إلى المدرسة منذ شهر أكتوبر، لذا فإن النادي يدور حول أكثر من مجرد لعبة شطرنج، يقول كروان: "الهدف هو تزويد الأطفال ببعض التعليم الممتع باستخدام لعبة الشطرنج ورسم البسمة على وجوههم وسط الظروف الرهيبة التي يعيشونها". إن الأمر يتعلق برد الجميل لغزة ودفعها للأمام".
وأضافت عمة كروان: "الأطفال في غزة لم يذهبوا إلى المدرسة منذ شهر أكتوبر، لذا فإن أهمية النادي لا تكمن فقط في تعليم لعبة الشطرنج، إنه يوفر التعليم الممتع الذي يفتقده أطفال غزة باستخدام لعبة الشطرنج ولإضفاء البهجة على وجوههم في ظل الظروف المؤلمة التي يمرون بها، إن الأمر يتعلق أيضًا برد الجميل لغزة ودفعها للأمام."
ووفقا لصفحتهم على موقع تقديم الدعم المادي "GoFundMe" تم جمع أكثر من 50 ألف دولار، حيث يريد عمر ومحمد الهروب من الحرب وإعادة بناء حياتهما خارج غزة وإكمال تعليمهما الجامعي. وقالت كروان لموقع Chess.com إن صالح وعائلته خرجوا من غزة منذ 11 يومًا.